أتساءل متى يُدرك الناس أننا مُختلفون بطبيعتنا! هكذا خُلقنا مُختلفين " لتعارفوا" لا لتنافروا!!
ليس مجرد الاختلاف الظاهري، أو العرقي، بل ذلك الاختلاف الذي يراهُ البعض خُروجاً عن القواعد المألوفة وشذوذاً عن السّلوك البشري! أو أنّه ما يجب أن يُصنّف تحت السيكوباتية أوالنيوروز، أو إحدى الأمراض النفسيّة اللانهائيّة!
لا بدّ أن تُدرك أنه مهما كان للأغلبيّة شكل أو قالب يُوهَم به الناس، فهذا لا يمنحك الحقّ بأن تصف الآخر بالغريب لمجرد اختلافه عن صورتك المُبتذلة أو جماعتك المُستنسخ أفرادها! متى يتقبّل الآخرون أن لكلّ منا طاقته وحدوده وفكره وكيانه وعالمه! ومتى يتفهم الفردُ احتياج الآخر للتفكير، لقراءة الوجوه، للتحديق في الفراغ، لإعادة التأمل، للتركيز في الأنماط، للغوص في الأعماق !
إن الإنسان بطبيعته حر، والحريّة هي أن تعيشَ بلا قيود! ماذا لو كان الناس قيوداً كما قال الرّطيان؟
العُزلة مُتنفس، جلسة لحل شفرات النفّس، لتحرير الكبت، لحل العقد المتلبّدة جراء أحداث الحياة المتسارعة! العزلة أن تعيش وتفكّر دون تأثير العوامل الخارجية، أن تفسر كافة المنحنيات النفسيّة لنفسك بطريقتك..
نحتاج أحياناً لأن نقهر شيئاً، ماذا لو كان ذلك الشيء يستوطن دواخِلنا؟
أليس مِن الأولى أن يتفقّد الإنسان ذاته قبل الآخرين! أن يتخلص من صراعات التناقض الداخلي؟!
وإذا كان العقل والقلب هما أكثر الأجزاء فوضىً فينا.. فمتى نفتح لهما نوافذ التهوية قبل أن يتعفنا بصدأ الأفكار والمشاعر المُتراكمة؟ ومتى نمنحُ أنفسنا شيئاً من الاستقلال؟ ومتى إذن سنصاحبها؟
إن الركض في دوامة الحياة يتطلب مساحة لا شعور للوقتِ فيها، ولا للأشياء التي تذكرنا بالوقت . .كالبشر!
***
العزلة حفاظٌ على داخلك في صورته الأنقى والأطهر والاعمق! أن لا تنشغل بالتمثيل وسط الجموع البشرية حفاظاً على مشاعر هذا وخوفاً على خدش مشاعر ذاك، فمتى يتقبل الآخرون فكرة أن البعض لا طاقة لهُم اجتماعياً ! وأن هروبك من المناسبات الاجتماعية الرتيبة أو حضورك الباهت لدقائق معدودة ليس إلا هروباً من الباب الذي يفتح المجال للآخرين للحديث معك وتقبيلك! وحماية من اقتحام أقاليمك المسوّرة من قِبل الغُرباء!
كما يقول الغذامي: "أن تعرف يعني أن تكره ".. لم إذن يجب أن نعرف؟
أليس الابتعاد هنا فكرة سديدة لتجنّب المعرفة وما يتبعها؟
***
نحن نبتعدُ أحياناً لكي لا نضغط على أحدهم، لنترك له المجال في تحديد قراراته، لكي لا نشعر بأننا سبب في اختياره لهذا أو لذاك
***
فكرة القراءة الجماعية والرحلة الجماعية والدروس الجماعية وما شابهها التي يستأنس بها البعض هي موضع نفور للبعض الآخر! وهي أكثر الطرق كفاءة لتبدو كالأحمق وتُهدر وقتك في آن واحد!- بالنسبة لهم - .. فمتى تدرك أننا نختلف؟
***
- فمتى ندرك أننا نختلف؟
تذكّر دائماً، أننا مهما تشابهنا نختلف ..
أن الكلمات التي تقذفها لسانك بسهولة حتى تكاد أن تكون حركتها لا إراديّة، تثور أياماً وليالٍ في عقل آخرين قبل أن تهجر مكانها، وبعد ذلك ما زالت لا تستطيعُ أن تندفع إلى لسانهم بشكل سليم!
تذكر أن أي صورة تراها سواء في نفسك أو في الآخرين، لا تنطبق على ما تراه أعينهم طالما كان بؤبؤ الرؤية مختلفاً!
تذكر أن ما قد تراهُ بسيطاً أو تافهاً قد يُزلزل التوازن عند آخرين!
تذكر أن أن طريقتك اليسرة في التعامل مع المواقف، قد تقابل عند آخرين بشيء من الحدة والعنف والحذر تجاه التفاصيل والحقائق
***
تذكرأننا لسنا بحاجة دائمة للتواصل مع البشر، أحياناً نحتاجُ للتواصل مع الأفكار، لاحتضان كتاب، أو ورقة أو صورة أو رائحة ...
.. . .. .. ...
تذكّر أننا رغم تشابهنا نختلف، وباختلافنا نتشابه..
~ الثلاثاء 11 أبريل 2017
الساعة 5:03 م ..
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق