تتحدث الصور التي تشاركها عبر الإنترنت عن الكثير. وقد تكون بمثابة شكل من أشكال التعبير عن الذات أو توثيق للسفر. أنها يمكن أن تعكس أسلوبك ومراوغاتك**. لكنها قد تنقل أكثر مما تتصوّر: الصور التي تشاركها قد تحمل أدلة على صحتك العقلية، كما تشير البحوث الجديدة!
بدءاً من الألوان والوجوه في صورهم إلى التحسينات التي يقومون بها قبل نشرها، مستخدمين الانستجرام الذين لديهم تاريخ مع الاكتئاب يعرضون العالم بشكل مختلف عن أقرانهم، وفقا للدراسة التي نُشرت هذا الأسبوع في مجلة EPJ لعلوم البيانات. يقول أندرو ريس، باحث ما بعد الدكتوراة في جامعة هارفارد والمؤلف المشارك: "كان الناس في عينتنا الذين يعانون من الاكتئاب يميلون إلى نشر صور أكثر زرقة أو سواداً أو أكثر رماديّةً في المتوسط مقارنة مع الأشخاص الطبيعيّين "
وتم تقسيم أفراد العينة إلى "مكتئب" أو "سليم" استناداً إلى ما إذا كانوا قد أفادوا بأنهم تلقوا تشخيصاً سريرياً للاكتئاب في الماضي.
ثم استخدموا أدوات التعلم الآلي machine-learning للعثور على أنماط في الصور وخلق نموذج لتنبؤ الاكتئاب من خلال المنشورات.

وكان المشاركون المكتئبون أكثر عرضة لنشر الصور التي تحتوي على وجه. ولكن عندما قام المشاركون الطبيعيون بنشر الصور مع الوجوه، كان ميلهم إلى عرض المزيد من ملامحهم في المتوسط.
وعن العينة المُختارة فقد تحدث السيد دانفورث والسيد رايس حول تقنيات اختيارهم :
ليتم اعتبارهم في الدراسة، فقد تعيّن على المشاركين المدرجين في هذه الدراسة أن يحققوا عدة معايير. منها أن يكونوا نشطين ومصنفين بدرجة عالية على منصة أمازون الميكانيكية التركية، وهي منصة تعهيد جماعي مدفوعة الأجر يستخدمها الباحثون في كثير من الأحيان للعثور على المشاركين. وكان عليهم أيضاً أن يكونوا نشطين على الانستجرام وعلى استعداد لمشاركة تاريخ نشرهم بالكامل مع الباحثين. وأخيراً، كان عليهم أن يشاركوا معنا ما إذا كانوا قد تلقوا التشخيص السريري للاكتئاب أم لا.

وباستخدام أدوات التعلم الآلي، وجدا أنه كلما زادت التعليقات على منشورٍ ما، كان من المرجح أن يكون قد نشرها مشارك مُكتئب. و العكس صحيح بالنسبة للطبيعيّين. ويميل المستخدمون من ذوي الاكتئاب إلى نشرٍ أكثر تكراراً.
على الرغم من ذلك، فقد حذروا من أن النتائج التي توصلوا إليها قد لا تنطبق على جميع مستخدمي الانستغرام ، وقد جادل السيد ريس والسيد دانفورث حول أن النتائج تشير إلى أن نموذج التعلم الآلي المماثلة قد تكون مفيدة في يوم من الأيام في إجراء أو زيادة فحوصات الصحة النفسية.
وقال دانفورث : "نحن نكتشفُ الكثير عن سلوكنا مع أنشطتنا"، ونحن أكثر قابلية للتنبؤ مما كنا نود أن نفكر. "
------------------
** رابط يُشير إلى مقال آخر نشر في نفس الموقع عن موضوع المراوغات، قصة فتاة تبلغ من العمر 27 اشتهرت في الانستغرام من خلال قيامها بطحن المخبوزات باستخدام وجهها (Bread Face Blog) حيث قام العديد من متابعيها بنفس الفعل، وتبيّن لاحقاً من خلال منشوراتها أنها ذات إيحاءات غير سويّة ..
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق