بتُّ استغربُ النسق الاجتماعي "الشاذ" المفروضَ على المرأة "بإرادتها"، ويُفهم هنا كيف تمّ فرضه بكامل الإرادة الذاتية، لأن الجهل نصب سرادقه علينا!
النسق الذي يدفع المرأة إلى أن تشقى وتكافح من أجل فرص سوق العمل!
أتساءل، هل وضع الأنثى الطبيعي - أياً كانت- هو إيجاد وظيفة بعد التخرج؟
أين سُعاة الحريّة عن قيود "العمل النظامي"؟ . . لاعجب، فلكلٍ فيه مآربُ أخرى !
كيف ترضين وأرضى ونرضى -طبعاً هم يرضون- أن نكون في إطارٍ متوّتر خانق، الإطار المقيّد بالأعراف الشائعة، والأفكار العوجاء سواءَ كانت آتيةَ من غرب أو شرق.
***
بالنّظر إلى صورة المرأة في الأدب العربي :المرأة "نؤؤم الضّحى" و "بيضة خدر لا يُرام خباؤها" و "يكاد يصرعها لولا تشددها إذا تقوم إلى جاراتها الكسلُ" و "تضحي فتيت المسك فوق فراشها".
ورجاءً لا تنظر لما سبق على أنه الجاهلية، فالواقع أنّها- المرأة- الآن تتحول تدريجياً "لجارية" !
الجواري .. والعبيد.. و . . الإنسانية . . لابد أن تقفز هذه الكلمة إلى السطور بعدها!
وعلى ذكر الإنسانية، هل تجد أن المعنى الحقيقي للحصول على "لقمة العيش" هو أن تتزحزح صباحاً إلى عملك، وتترنح على كرسيّك متنظراً أوامر "السيد المدير" فتعمل بطلباته وتلبّي رغباته، ثم تنتظر في نهاية الشهر ما يسدّ رمق عائلتك أو بالكاد، ثم تئيض كل ليلةٍ إلى فراشك وهكذا؟ وينقضي العمر . .
إذا كانت رؤيتك أن هذا هو "النمط"المفروض والصحيح فراجع إنسانيّتك!
ولتعلم أن معالم الإنسانية في المرأة أوضح، ولا تجنح لأرباع المثقفين في هذا الزمن، ممن يحسبون ذلك تجهيلاً للمرأة، وهضماً من مكانتها وانتقاصاً من حقوقها، و تيقّن بأن مساعي "البناء- على حد زعمهم-" وعلى هذا النحو، لن تُضيفَ للقارورة إلا الخدوش والثّلمات.
وعموماً، أظنك بعد هذا عرفت مقصدي بـ"الجواري" . . .
هل هي دعوة للكسل؟
لا، بل دعوة لإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي، ولكل أصلٍ استثناءات يعرفها اللبيب، واضطرارات تستدعي أن نُجيب، أما الجدّية في الطلب ثم المباهاة بالمنصب، فهو خراج المجتمع المشوّه الذي يغرر بنا "بانتزاع الحقوق" ويغرينا "بتحقيق الذات".
وفي النهاية، العمل الحقيقي للأنثى، لا يحكتر بمكتب، ولا بمطبخ :) بل هو السعي لأن تكون شخصية مقدورة ذات أثر يُحسب، ولست بصدد الكتابة عن ذلك هنُا، لكن اعلَم أن العلمَ والثقافة الغزيرة عامل مُعين على الإحسان. وللأنثى أولويّة عُظمى في هذا الجانب.
وعلى ذكر الثقافة، هل تعرف بعد هذا كله ما المشكلة السابقة لمشكلتنا هذه؟
هي أن التصور العام عن "العلم" - والذي يغيضني لأبعد حد- يختزل في النهوض وافتتاح أبواب الجامعة والانصات لساعاتٍ طوال لمتحدثين عن أمجادهم، أو ساردين لمعلومات متفرقة على شكل قصص ما قبل النوم أكثر مما هو شرح وانسكاب للعلم . . . و اللهمّ إني أعوذ بكَ من علمٍ لا ينفَع!
للأسف أننا في زمن الاضمحال العقلي والنفسي الذي تُنسى فيه أصول الأصول!
المهم ... كانت خواطر عابرة بعد الغداء، اقتصصت جزءاً منها لتدوينة أخرى يوماً ما :)
نسخة إلى : عبيد الحضارة الماديّة
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق