اخُترِع التّعليم النظامي في القرن السابع عشر بهدف تدريب الأطفال على أن يصبحوا عمّالاً أفضل لأصحاب العمل في الصّناعة إلى جانب تدريبهم ليصبحوا مواطنين وذو صلابة، ولقد كانت القدرة على الكتابةِ والقراءة وتحمّل ساعاتٍ طويلة من العمل إحدى المزايا التي يفضّلها أربابُ العمل.
ولقد أحدثت خطوط التجميع في شركة هنري فورد ثورةً في صناعة السيارات، ولكن سرعان ما امتدت هذه الظاهرة إلى طرق أخرى مثل الإسكان والتعليم. وبحلول منتصف القرن العشرين، عاش الجميع في بيوت متماثِلة، وامتلكوا سياراتٍ متماثلة، وذهبوا إلى جامعات متماثلة ودرسوا ذات المنهج.
إنّ من المهم أن يتلقّى الأطفال تدريباً على محتوى متسق، بالإضافة إلى المهارات الخاصة التي قد تُهمّ أرباب العمل مستقبلاً. إلا أنّ الرغبة في الحصول على تعليمٍ مقبول بالنسبة للصناعة أو في سوق العمل، وبالتالي القدرة على الحصول على منزل وسيّارة سرعان ما تحوّل ليكون هو الوضع الطبيعي.
ولقد أحدثت خطوط التجميع في شركة هنري فورد ثورةً في صناعة السيارات، ولكن سرعان ما امتدت هذه الظاهرة إلى طرق أخرى مثل الإسكان والتعليم. وبحلول منتصف القرن العشرين، عاش الجميع في بيوت متماثِلة، وامتلكوا سياراتٍ متماثلة، وذهبوا إلى جامعات متماثلة ودرسوا ذات المنهج.
إنّ من المهم أن يتلقّى الأطفال تدريباً على محتوى متسق، بالإضافة إلى المهارات الخاصة التي قد تُهمّ أرباب العمل مستقبلاً. إلا أنّ الرغبة في الحصول على تعليمٍ مقبول بالنسبة للصناعة أو في سوق العمل، وبالتالي القدرة على الحصول على منزل وسيّارة سرعان ما تحوّل ليكون هو الوضع الطبيعي.
نحن نضع أنفسنا في صناديق
"ليتل بوكسس/ الصناديق الصغيرة " ، هي أغنية شعبية على نطاق واسع كتبتها المغنيّة وكاتبة الأغاني والناشطة السياسية مالفينا رينولدز في عام 1962، تشهد على المواقف المُماثلة للطبقة الوسطى في أمريكا. ولقد سلّطت الضوء بشكل ممتاز على كيفية اختيار الجميع لنمط الحياة التي ينشرها الاقتصاد الرأسمالي، وكيف قادت في نهاية المطاف إلى عبادة الشخوص، فأصبحوا كخطّ التجميع.
إن (الصناديق الصغيرة) في هذه الأغنية تشير إلى المنازل التي بنيت بـ "Ticky-tacky" (وهي مادة رخيصة رديئة الصنع عُرفت في 1962)، وبشكل ساخر، هي مشابهةُ للأدوار المحددة مسبقاً في المجتمع الذي يُحشر فيه الجميع في "صندوق" بمجرد تخرجهم من المدارس والجامعات. فللكلّ نفس الطموحاتِ والأحلام وأسلوب الحياة.
ونتيجة لذلك بالنسبة للأطفال الآن، غالبا ما يُتصوّر الطريقُ إلى الأمام ذا شكلٍ خطيّ، فكل خطوة تعتمد على إنجازاتهم السابقة، بدءاً من رياض الأطفال.
لقد تمّ تكييفُنا بأن نعتبرَ حياتنا ناجحة فقط عندما نحقّقُ المعايير الموضوعَة لنا
من قِبَل المُجتمع.
على سبيل المثال، سؤال الأطفال حول : "ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟" يفترض بطبيعتهِ أن عليهم انتقاء شيء واحد مجموعة محددة مسبقاً، وبشكل مأساوي، فإنه يغذي أيضاً فكرة أنه من المُحتّم التفكير بالحياة في هذا المسار؛ المسار الّذي أقصى أهدافه هو تولّي دور في المجتمع. إنّ المستقبل الذي نطلب منهم التفكّر فيه والطموح الذي نحاول إشعالهُ فيهم لا يتجاوز ذلك. فليس هناك حديثُ عن الشّغف والمساهمة والاختراع والأفكار والاستكشاف والقوى الخارقة ..إلخ
وما إذا كان علينا أن نختار تشبيهاً للحياة، فإنّ في كثير من الأحيان لن نقول بأنّها كرحلة، وإنّما مسار خطي إلى الأمام إلى وجهةٍ نأمل أن تكون هي هدفنا.
إنّ الكثير منا يشعر بأنّه عالق، لأننا نضع الكثير من الضغط على أنفسنا للعثور على هذا الهدف أو الوجهة. كما أنّ الخوف من عدم القدرة على رؤية المسار خطاً متسقيماً لتحقيق ذلك الهدف يشلّنا.
إطار العمل
إنّ كلاً من المشكلة والحل يكمن في "الإطار". الإطار -كما أعرّفهُ أنا- هو بنية فضفاضة يمكننا أن نرى حياتنا (أو جزء منها) من خلالها. إنهُ الفلسفة أو الفلسفات التي غالباً ما تكون مفهومة وواضحةً لتجسيد حياتنا بشكل استباقي وبأثر رجعي. وبما أن إطارنا الافتراضي هو "المسار الخطي" أو "الرحلة" للوصول إلى نمط الحياة هذا، فإننا نقوم بوعي وبلا وعي بأفعالٍ من عاداتنا اليوميّة وحياتنا نحو هذا الإطار. ولكن إذا سمحنا لأنفسنا بأنّ نصنع ونختار ونُغيّر أُطرَ حياتنا، فإننا سنُمكّن أنفسنا من تولي مسؤولية ما نلتزم به وما نعمل من أجله. فنحن قادرون على أن نعبر عن اهتماماتنا، غرائزنا ومصالحنا التي كثيراً ما يتم التخلي عنها من أجل إفساح المجال لسيرة ذاتية متّسقة.
يتزايدُ عدد الأشخاصِ الذين يكسرون القوالبَ والصّناديق الاجتماعية. وإنّ ازدهار ثقافة المشاريع الناشئة هو مثال واضح جداً على أن الناس على استعداد لتحمّل المخاطر والعمل على ما يعتقدون أن لديهم الإمكانات لعمله. إنّ القاعدة العامة للنمو والتعلم الآن، هي تغيير الوظائف بشكل دوري، كل سنتين أو نحو ذلك. حيثُ يحاول المهنيون الشباب الحصول على مزيد من التواصل مع ما يؤمنون به ويحاولون مواءمته مع الوسائل العمليّة لكسب الرزق. ومع ذلك، مازال هناك الكثير من الحالات التي نشعر فيها بأنّنا عالقون جميعاً، وإعادة تقييم أُطرنا قد يُساعد:
- "أنا لست متأكداً من الخطوة التالية" - تذّكر كتاب قصص قصيرة
إنّ ضغط عدم اتخاذ قرارٍ يحتملُ الخطأَ يؤثّر علينا، لذا عامل كلّ تغييرٍ كبير كفصل في كتاب، لا شيءَ دائم!
- "أنا فقط أعرف أنني أحب ..." - ازرع البذور!
بعض العواطف أو العادات يمكن أن تكون بذوراً لعملٍ أكثر استدامة. لا تقلل من قيمتها. ازرعها في العالم، واجعلها تنمو بكلّ المهارات والقوة التي تملكها.
- "أحب أن أفعل أشياء كثيرة جدا!" - قسّم الشخصيّة!
هذهِ إحدى المشاكل الكبيرة. كونك تحبّ عدّة أشياء ليس أمراً سيئاً وإنما يعني أنّك ترغب في تذوّق أصناف فواكه الحياة الموضوعة في طريقك. قسّم يومك، أسبوعك، شهرك أو حتى السنة إلى القيام بأشياء محددة أنت قد اخترتها. "كبير سهغال" هو استراتيجي للشركات و ضابط في احتياطي البحريّة الأمريكيّة، ومؤلف العديد من الكتب، ومنتج تسجلات.
- "أنا مدفوع بقوّة تجاه قضيّة" - كن مهندساً!
كن مهندسَ رؤيتك. إنّ الحلم بإنقاذ العالم هو حلمٌ عظيم، ولكن الأهمّ أن لا تُسحق بِه! ابدأ ببناء مبانٍ أصغر بدلاً من البدء بناطحةِ سحاب. سونال كابور ذو تأثيرٍ كبير بقيامهِ بأمر بسيط وهو تدريس التصوير الفوتوغرافي لفتياتِ الأحياء الفقيرة.
"لم أجد الشيء الصحيح" - اصنع شيئاً جديداً !
إذا كنت تعتقد أن العالم ليس لديه ما قد تبحث عنه، فاصنع دوركَ الخاص. اصنعَ فطيرتكَ الخاصّة. اجمع المكونات الصحيحة وقررّ كيف تريد وضعها. شاهد كيف قامت الفنانة والمصممة إميلي بالتز بالجمع بين حبها للفن والتصميم والطعام والحواس.
هذا التدوينة عبارة عن مقال مُترجم للإفادة ولإثراء المحتوى الرقمي العربي على الإنترنت
المصدر:
https://www.linkedin.com/pulse/life-can-more-than-journey-vidhi-goel
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق